• مجلة الاقتصاد ترصد التحول للاقتصاد المعرفي في المملكة

    12/06/2016

     
     

    تلقي الضوء على تجارب رواد الأعمال
    "الاقتصاد" ترصد التحول للاقتصاد المعرفي في المملكة
     
    بعيدا عن زخم النفط وتقلبات أسعاره، وبمنأى عن الأضواء، يجتهد العديد من الشباب السعودي في تحدي الصعاب، وقيادة دفة مشروعاتهم الناشئة التي أسسوها منذ فترة وجيزة بسواعدهم نحو العالمية، مدفوعين بإيمانهم بقدرة "ريادة الأعمال" على إحداث تغيير على أرض الواقع، وقيادة اقتصادهم نحو آفاق جديدة.
    جهود كبيرة بذلتها المملكة على مدار السنوات الماضية في دعم الشباب، وتوفير المناخ المناسب لنمو مشروعاتهم الصغيرة، ولأن الاستثمار في تطوير التكنولوجيا وتطبيقات الهواتف الذكية بات عنصر جذب لجيل جديد من رواد الأعمال على أرض المملكة بفضل مناخ الاستثمار الجيد وتوافر البنية التكنولوجية المناسبة، فقد تمكن هؤلاء الرواد من تحويل طموحهم وروح الابتكار التي يتمتعون بها إلى  علامة تجارية رائجة، وجني أرباح جيدة.
    "الاقتصاد" ألقت الضوء على العديد من مشاريع الشباب في تأسيس شركات نجحت بل ووصل بعضها للعالمية مثل مشروع بوابة الدفع الإلكترونية "Pay Tabs" على شبكة الإنترنت والذي يعد من الأفكار الاستثمارية غير التقليدية في المملكة، وأسسه مجموعة من شباب المملكة العاملين في مجال تقنية المعلومات، قبل أن يصبح علامة تجارية سعودية قادرة على منافسة بوابات الدفع العالمية مثل "2checkout"، و"Amazone payments" و"Google Wallet" والبوابة الأكثر شهرة "Paypal". وذلك كونه يدعم العملات العربية في مواجهة سلة العملات العالمية كالدولار واليورو، ويستطيع المستخدم اختيار العملة المحلية التي تناسبه من الريال السعودي أو الدرهم الإماراتي أو الدينار البحريني، ويعمل فريق البوابة على طرح عملات أخرى مستقبلاً، كالجنيه المصري، والدينار الكويتي، والريال القطري، وتتمتع البوابة بنظام ثلاثي الأبعاد، يضمن معاملات مالية أكثر أمناً وحفظاً لسرية البيانات الخاصة بالمستخدمين، وحرية استخدام البطاقة التي تناسبهم.
    وتحت عنوان "شركات المقاولات تتعثر .. والتحديات تتزايد ذكرت "الاقتصاد" في عددها لشهر يونيو أن أزمة شركات المقاولات في السعودية تفاقمت، بعد أن تضاعف عدد المشاريع المتعثرة لتصل لأكثر من 40% من المشاريع المعتمدة وتحت الإنشاء، بسبب توقف الكثير من الشركات عن العمل لتقليص الإنفاق الحكومي. ويؤكد مختصون في المقاولات أن الشركات العملاقة تعتمد بشكل كبير على الإنفاق الحكومي، مما فاقم أزمتها ومضاعفة عدد المشاريع المتعثرة لتصل لأكثر من 40% من المشاريع المعتمدة وتحت الإنشاء.
    ويتوقع المختصون أن ترتفع نسبة المشاريع المتعثرة أكثر، بعد أن بدأت شركات المقاولات في تسريح موظفيها، لعدم قدرتها على دفع مرتباتهم الشهرية، خاصة في ظل رفض البنوك تقديم المزيد من القروض لها، بعد أن عجزت عن تسديد القروض السابقة. من ناحية أخرى يواجه أكثر من 5.4 مليون عامل يعملون في مجال البناء والتشييد أزمة كبيرة، تتمثل في عدم حصول غالبتيهم على رواتبهم لعدة أشهر، وخطر تسريحهم.
    وتناولت "الاقتصاد" الشركات العائلية في عدد يونيو فتحت عنوان "العائلية .. المساهمة هي الحل" قالت "الاقتصاد" إن حكومة المملكة تعمل وفق الرؤية الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ علي إعادة رسم خريطة الاقتصاد الوطني، بما يحقق التنمية المستدامة، وتعوّل في هذا الصدد على القطاع الخاص وفى طليعته الشركات العائلية للنهوض بدور فعال في توفير بيئة استثمارية سليمة وحافزة للاستثمارات وداعمة لثقة المستثمرين وذلك من خلال تبني وزارة الاقتصاد والتخطيط مع هيئة السوق المالية "تداول" مشروعا مشتركا لحث الشركات العائلية بالمملكة على التحول إلى شركات مساهمة تعكس الحجم الحقيقي لمساهمة هذه الشركات في الاقتصاد المحلي. وتشير تقديرات اقتصادية عدة إلى أن استثمارات الشركات العائلية في المملكة تمثل 12% من الناتج المحلي الإجمالي.
    وسام الفريحي من إدارة تمويل الشركات بهيئة السوق المالية أوضح لـ "الاقتصاد" أن المخاطر على الشركات العائلية كبيرة لاسيما بعد الجيل المؤسس وانتقالها إلى الجيل التالي إذ تصل نسبة التفكك في الجيل الأول إلى 30% فيما ترتفع بشكل تدريجي مع الجيلين الثاني والثالث، قبل أن تكون معرضة للتلاشي كليا مع الجيل الرابع، الأمر الذي يشكل خسارة اقتصادية كبرى. مبينا أن  المشروع الذي انطلق منذ عدة سنوات يتحرك وفق رؤية واضحة، لاسيما أن التجارب الناجعة للشركات العائلية التي طرحت للتداول تشكل عنصرا محفزا لحث مختلف الشركات للسير باتجاه التحول إلى المساهمة، لافتا إلى أن الشركات المساهمة تمثل ضمانة حقيقية لاستمرارية تلك الشركات خلال السنوات القادمة.
    وتحت عنوان "حاضنات الأعمال .. سلاح الشباب في مواجهة البطالة" تناولت "الاقتصاد" فكرة حاضنات الأعمال وقال إن هذه البرامج كفكرة عالمية ظهرت قبل سنوات ودعمتها المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية قبل أن تنتقل إلى المملكة في ظل الاهتمام بدعم ثقافة الإبداع والابتكار وتشجيع المشروعات الناشئة ليستفيد من أدواتها الرياديون في تحقيق أحلامهم ومساعدتهم على تأمين بداية موفقة لمشروعاتهم، بما يضمن الوصول إلى نتائج إيجابية تُسهم في تعزيز مسيرة الاقتصاد الوطني، وزيادة الإنتاجية وتوفير المزيد من فرص النجاح لرواد الأعمال. وأشارت "الاقتصاد" إلى أن أول حاضنة في المملكة تأسست في عام 1425هـ باسم صندوق المئوية وهو مؤسسة مستقلة غير ربحية تعنى بتمويل مشاريع الشباب.
    وفي باب رجل وزمان ترصد "الاقتصاد" مشوار حياة رجل الأعمال الراحل الدكتور عبدالرحمن المشاري وقالت إنه علم من أعلام الطب في المملكة، سجل سيرته بأحرف من ذهب على صفحات البناء والتطور العلمي في الوطن، ففي وقت كانت أعداد الأطباء فيه لا تمثل سوى أرقام ضئيلة، برز هذا الاسم كأحد رواد النهضة الطبية، وشق طريقه ليصنع علامة بارزة في مهنته وتخصصه، كرس حياته لإنقاذ حياة الناس من الأمراض والأوبئة التي فتكت بحياة الكثير من المواطنين وقت أن كانت الخدمات الطبية في بداياتها.
    وقد تكللت مسيرة الدكتور المشاري بالنجاح حتى أصبحت انعكاسا لنجاح المملكة في المجال الطبي، وأثبت بهذا النجاح أن تحقيق أي هدف مهما كان صعبا يمكن بالعزيمة والإصرار واتخاذ أسباب النجاح، حتى أصبح واحدا من أعلام الطب في المملكة، وصنف من قبل مركز كامبردج الدولي كأحد أبرز العاملين في المجال الطبي في القرن العشرين، ونال العديد من الجوائز العالمية والإقليمية في مجاله.

     

    ​ 

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية